[IMG]http://www.sadanajd.com/*******s/newsm/195.jpg[/IMG]
يقولون لي أكتب عن ( البدر ) وأقول : ( أصابعي وأن حسبتوا كلها عشرة ) فمن أين لي بأصابع ( مالها آخر ) كي أكتب عنه ؟! .
فأنا أيضا على الرغم من أني أراه كوكب مترامي الأطراف الا أني على يقين بأن ( شوفي مازال قاصراً ) .
أعيروني أصابع البدر وقبس من نوره كي أخوض المغامرة بخسائر أقل ولن أقول بنصر مبين .
لكن كي لاأعدم شرف المحاولة دعوني أكتب عن بعض ما تعلمته من ( البدر )
وهي مهمة ليست بالسهله ولكنها تقودني إلى طرق أخرى آمن لي ولكل من يحب ( وحيد الشعر ) .
تعلمت من البدر بأن الشعر طريقة حياة يجب أن تعيشها بكل مافيها من تناقضات , فقصيدة حب عظيمة من الممكن أن تكتب في خندق معركة ,
مثلما بالإمكان كتابة قصيدة دفاع عن الوطن في ليلة وداع حبيبة , علمني أن مالا نقول في قصيدة ما أهم بكثير مما نقوله فيها ,
والجميل في الأمر أن مالانقول يصل بشكل أعمق وأصدق مما تحويه القصيدة من أحرف وكلمات , علمني أن القصيدة لاتنتهي بنقطة آخر السطر بل تبدأ , بل تبدأ ,,
علمني أن الشاعر الحقيقي هو من يدع لغيره العناوين البراقة والقضايا الوقتيه والخطوط العريضة وينفرد بإقتناص التفاصيل الصغيرة المهملة ,
ويالتفاصيل البدر الحبيبة ,
تستشعر في كل قصيدة من قصائده أشياء لايمكن حصرها كطابع بريدي عتيق , طيور مهاجره , محطة قطار , إبتسامات عابرة ,
فتاة تخبيء العشق تحت مخدتها , صحراء ممتدة , أشجار برية , ممرات ضيقة تتراقص فوقها قطرات المطر , نظارة طبية تنام فوق دفتي كتاب ,
طاولة في مقهى بعيد , بائع يانصيب , كهل بدوي ( يودّه ) لنوقه , صباحات أعياد , أطفال في قرى نائية ,
وحتما ستجد وجه ( وضحــاك ) و ( سلمــاك ) و ( طواقي الزري ) و ( ثياب العيد ) , وسيحاصرك عطر رسالة الغرام الأولى ,
و يومض في عينيك برق ينكسر خلف الشبابيك محولاً خيوط الليل الى فجر مرتبك , ألم أقل : يالهذا البدر ويالتفاصيله التي تتراكم في الذاكرة ؟! ,
نتعلم منه ( كل هذا ) ولكن السؤال الأهم : من علم البدر ( هذا الكل )
أسأل دائما نفسي هذا السؤال الذي يقودني لذات الأجابة في كل مرة . المطر لم يجد أمامه ماء ينهمر من الكواكب
كي يتعلم منه كيف له أن يحيي الأرض ويبهج الأنفس ويصنع الحياة , وكذلك البدر .
فهد المساعد
""