واعلم أنَّ اللئامَ أصبرُ أجسادًا، وأنَّ الكرامَ هم أصبر نفوسًا
وليس الصبر الممدوح بأن يكون جلد الرجل وقاحًا على الضربِ،
أو رجله قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ؛ فإنَّما هذا من صفات الحَميرِ،
ولكنَّ الصبر الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوبًا، وللأمورِ محتملاً، وفي الضرَّاء متجمِّلاً،
ولنفسهِ عندَ الرأي والحفاظِ مرتبطًا، وللحزمِ مؤثرًا، وللهوى تاركًا، وللمشقةِ التي يرجو حسنَ عاقبتها مستخفًّا،
وعلى مجاهَدةِ الأهواء والشهواتِ مُواظبًا، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفذاً
(لابن المقفّع )
|